مراحل درب الفرح الأربع عشرة
مراحل درب الفرح
مراحل درب الفرح هي كلّ واحد من النصوص الإنجيلية التي حاول فيها يسوع القائم من الموت أن يقنعنا بطريقة لطيفة بقيامته و أن يحوّل أحزاننا إلى أفراح. لم يأتِ يسوع ليجلب لنا الأحزان و الموت بل الفرح و الحياة. إنّ أسبوع الآلام المقدّس ليس النهاية بل هو بداية فرح الفصح.... التوبة و التكفير عن الخطايا ليست النهاية و الغاية ، إنّما هي الوسائل لنعيش على الأرض بفرح عظيم، بفرح و حبّ و سلام يسوع المسيح نفسه في قلوبنا. إنّ المسيحي الحزين هو مسيحي سيئ.... حاول ان تصلّي و تعيش "درب الفرح" طوال حياتك و خصوصاً خلال الزمن الفصحي المجيد، من الفصح إلى العنصرة. إنّ أيام الصوم الأربعيني هي أعظم الأيام التي يتعبد فيها المسيحي، و لكن أيام الزمن الفصحي الأربعيني من القيامة إلى الصعود، يجب أن تكون أكثر الأيام فرحاً، و تنتهي بعد عشرة أيام بمجد العنصرة.
المرحلة الأولى: "القيامة"
قام يسوع من بين الأموات، غلب الموت ليمنحنا الحياة الجديدة مع يسوع في داخلنا. لم تنتهِ حياة يسوع على الأرض في الجلجلة.... لقد استمرت لأربعين يوماً بعد قيامته بظهوره خمس عشرة مرة ، ليعطينا الحبّ، الفرح، و السلام الذي لا يمكن لأحد أن يمنحه لنا إلا يسوع. مهمتنا: مثل مهمة التلاميذ، أن نشهد لقيامة المسيح، أن نحيا هذه الحياة بدون خوف من أي شيء أو أي شخص، بل حياة ملؤها الفرح، الحبّ و السلام الذي لا يمكن لأحد أن ينتزعه منا.
أبانا، السلام، و المجد
المرحلة الثانية: "المجدلية"
لقد عرفت المجدلية يسوع من "كلمته"، مريم!... في كلمة الله ، في الإنجيل و في تعاليم الكنيسة ، سوف نرى الربّ. عندما نصلّي، نحن نتكلّم مع الله. عندما نقرأ الإنجيل أو نستمع إلى تعاليم الكنيسة، فإننا نستمع إلى الله. لقد أعلنت المجدلية خبر قيامة المسيح للرسل، و أصبحت "رسولة الرسل". مهمتنا هي ذاتها: أن نعلن القيامة لأصدقائنا، في حياتنا المليئة بالفرح و الحبّ.
أبانا، السلام، و المجد
المرحلة الثالثة: "تلميذا عمواس"
مرة أخرى، التلميذان المتجهان إلى عمواس لم يعرفا يسوع حتى "كسر الخبز"... في القربان الأقدس سنرى الربّ. ذهبا ليعلنا ذلك للتلاميذ، و هي مهمتنا نحن أيضاً: أن نعلن للناس أخبار القربان السارة، و أن نجذب الناس نحو القربان الأقدس.
أبانا، السلام، و المجد
المرحلة الرابعة: "السلام و الاعتراف"
أول عطية منحها يسوع لرسله بعد قيامته كانت "السلام"... و هو نفس "السلام" الذي يريد يسوع أن يعطينا إياه.. هنا أسس يسوع سرّ الاعتراف، " من غفرتم خطاياه تغفر له و من أمسكتم خطاياه أُمسِكَت". الاعتراف هو عرش النعمة لننال الرحمة وقت الحاجة. لقد كان البابا يوحنا بولس الثاني يذهب للاعتراف يومياً، فكم مرة تذهب أنت؟
أبانا، السلام، و المجد
المرحلة الخامسة: "توما الشكاك"
بعد رؤية و لمس يسوع، قال توما: "ربّي و إلهي"، أعظم تعبير مباشر عن ألوهية يسوع. عندئذ أجاب يسوع : " طوبى للذين آمنوا و لم يروا"... هل رأيت يسوع؟.... هل تؤمن به؟... أنت تنال بركة أعظم من الرسل الذين آمنوا لأنّهم رأوا يسوع.
أبانا، السلام، و المجد
المرحلة السادسة: "يوم الأحد"
الأحد هو يوم الربّ في الخلق الجديد، هو اليوم الخاص للعبادة، الفرح، و المحبة... إنّ السنة دون أيام الأحد هي سنة مملة، لذلك احتفل بأيام الأحد بفرح.
أبانا، السلام، و المجد
المرحلة السابعة: "بطرس، البابا"
لقد أعطى يسوع لبطرس و لبطرس وحده أمام بقية التلاميذ أمراً ثلاث مرات بأن "ارع خرافي"، "ارع غنمي"... حملان و خراف يسوع. ما فعله يسوع مع بطرس هو نفس ما فعله الله مع داود في حزقيال 34 : المخلصون لداود أو لخلفائه ، ينتمون إلى شعب الله، في حين أن غير المخلصين له يكونون هراطقة أي انّهم متمردون، اي أنّ الذي لا يخلص لبطرس أو لخلفائه هو متمرد و مهرطق ضدّ كنيسة المسيح. حيث يكون بطرس، هناك تكون كنيسة المسيح، كما أنّه حيث كان نوح هناك كانت سفينة الربّ التي لم تغرق.
أبانا، السلام، و المجد
المرحلة الثامنة: "الظهور لبولس"
اعتقد توما أنّه لم يؤمن.... اعتقد بولس أنّه آمن بالشيء الصحيح. عامل الربّ توما بحبّ،و أسقط بولس عن صهوة جواده في كلتا الحالتين كانت النتيجة واحدة: كلاهما رسولان للربّ . إنّ التكبّر و الأنانية هي مشاعر قاسية، لذلك فإننا غالباً من نحتاج إلى إصلاحات الربّ.
أبانا، السلام، و المجد
المرحلة التاسعة: "مريم العذراء"
يوم الجمعة العظيمة، تفرّق الرسل... يوم عيد الفصح كانوا مجتمعين ثانية... و قد اجتمعوا أيضاً يوم سبت النور عندما قدم ّكلّ منهم تعازيه للأم مريم. في مريم، توحدت كنيسة المسيح أول مرّة... في آخر الأزمنة، سيتكرر الأمر ذاته بنفس الطريقة: في مريم سيتوحّد جميع المسيحيين في كنيسة واحدة فقط. في مريم الأم، وجد الرسل تعزيتهم الأولى بعد الجلجلة.... و هي أيضاً تريد أن تكون أمّك، أن تملأك بالرعاية و بقبلات الحبّ الرقيقة.... أن تأخذك نقياً إلى مركب ابنها الوحيد.
أبانا، السلام، و المجد
المرحلة العاشرة: "اذهبوا و بشّروا بالإنجيل"
هذه رسالة لي و لك: المسيحي الذي لا يبشّر، هو كطير بلا أجنحة، بلا حبّ و لا فرح. الأمر الثاني "عمّدوهم" أي الجميع بما فيهم الأطفال، في إيمان الكنيسة. الوعد كبير:" أنا معكم دائماً".... يسوع هو الآن إلى جانبك، في داخلك، دعه يحبك، دعه يعتني بك و ذلك بأن تضع ثقتك به.
أبانا، السلام، و المجد
المرحلة الحادية عشرة: "علامات المسيحي الخمس"
هذه العلامات الخمسة ستتبع كلّ مؤمن: باسم يسوع سيطرد شياطين المخدرات و الكحول و اللواط، سيتكلّم بألسنة الحبّ و الفرح و السلام، و أفاعي الكره و الحسد و الغدر لن تؤذيه، سموم الافتراء، الظلم، و المرض لن تضرّه، و سيضع يده على المريض فيشفى. إذا كانت هذه الآيات الخمسة تتبعك، فإنّ لك حياة مجيدة على الأرض.... و لكن إن لم تكن كذلك فأي مسيحي أنت؟
أبانا، السلام، و المجد
المرحلة الثانية عشرة: "الصعود"
صعد يسوع إلى السماء... ليس بعيداً عنك... السماء تكون حيث يكون الله، إذا كان يسوع فيك، تكون السماء كلّها في قلبك، مجّد الله. نحن هياكل الله، أعظم العجائب، فعلينا أن نعيش مدركين هذه الحقيقة المجيدة في كلّ لحظة من حياتنا، أن نعيش مشبعين بالحب، الفرح و السلام. سيأتي يسوع في المجد!... و لكنّه يأتي كلّ يوم تحت شكلي الخبز و الخمر ليكون خبزنا اليومي، ليملأنا كلّ يوم بحبه، فرحه، و سلامه.
أبانا، السلام، و المجد
المرحلة الثالثة عشرة: "الوعد" ( قبل الصعود)
قبل الصعود مباشرة وعد يسوع الرسل قائلاً :" ستعمّدون بالروح القدس"، " ستنالون قوة الروح القدس الذي يحلّ عليكم فتكونون لي شهوداً". أقام الرسل مع مئة و عشرين من الإخوة أول تساعية في المسيحية مع العذراء مريم، حتى اليوم العاشر، يوم العنصرة... دعونا نقيم نحن أيضاً تساعية العنصرة.. فالوعد هو لي و لك ، فلنمجد الربّ.
أبانا، السلام، و المجد
المرحلة الرابعة عشرة: "العنصرة"
العنصرة هي أوج حياتنا المسيحية...فيسوع لم يعد موجوداً بشكل حسي و ملموس مع التلاميذ، و لكن هنا فهم التلاميذ و عاشوا حقيقة مجيدة و هي أنّ يسوع هو الآن في داخل كلّ واحد منهم... فالتلاميذ الخائفون في العلية أصبحوا الآن شهوداً فرحين ليسوع المسيح لا يعرفون الخوف. ولدت الكنيسة في الجلجلة وسط الألم و الدمّ، ككلّ ولادة، و لكنّها أعلنت يوم العنصرة، وسط الفرح و الحبّ... الألم و الدمّ ليسا نهاية الحياة بل هما بذرة الفرح و الحبّ و السلام. فلنمجد الربّ.
أبانا، السلام، و المجد
هذه هي "مراحل درب الفرح" للزمن الفصحي المجيد الذي يمتدّ خمسين يوماً. دعونا نصلّها باستمرار، و بالأخص لنطلب من الربّ أن يمنحنا نعمة أن نعيش كلّ منها بفرح كلّ يوم.