القدّيسة كاثرين، قدّيسة سيينا
إن طبيعتي متّقدة كالنار
تُعرف بكاثرين سيينا
يوافق عيدها: التاسع والعشرين من أبريل؛ (الرسميّ في الثلاثين من أبريل)
وُلدت كاثرين بيننكاسا في سيينا، إيطاليا في الخامس والعشرين من مارس عام 1347. وكان تعدادها الخامس والعشرين بين إخوانها وأخواتها الستة والعشرين من أب يعمل كصابغ صوف واسمه جاكوبو بيننكاسا وأم اسمها لابا بياجينتي. بدأت كاثرين بخوض التجارب الغامضة حينما رأت الملائكة الحارسة بوضوح تام كما لو أنّها ترى أناساً عاديين، والذين قاموا بحراستها وهي ما تزال صغيرة. بدأ ذلك عندما كانت في السادسة من عمرها، فقد أحبّت الذهاب الى أماكن هادئة للصلاة والتحدث الى الرب. واختبرت أيضاً رؤية المسيح بالقرب من كنيسة المبشّرين الرهبان في فايي بياتّا. وفي هذه الرؤية كان المسيح يرتدي ملابس أسقفيّة مع عصابة على رأسه ويجلس على عرش يحيط به القديس بطرس، وبولس ويوحنا البشير. وفور بلوغ كاثرين السابعة من العمر نذرت نفسها للمسيح. وعندما أصبحت في الخامس عشرة رفضت خطة والداها لتزويجها. وفي عمر السادس عشرة قُبلت لدخول أخويّة القديس دومينيك الثالثة، المانتيلاتي. وكلّ من ينتسب الى هذه الأخويّة من النساء يرتدين رداء الرهبنة لكنهن يُقِمنَ في منازلهنّ، ويخدمن الفقراء والمرضى بتوجيهٍ من رئيس الدير عامةً ومن الرهبان خصوصاً. ومنذ التحاقها بالأخويّة وعلى مدى ثلاث سنوات، لم تبرح كاثرين غرفتها، إلا لحضور القداس والاعتراف حتى أنها لم تتحدّث الى أي شخص ما عدا كاهن الاعتراف ولم تخرج إلا للذهاب الى كنيسة القديس دومينيك المجاورة، حيث كانت تتكئ على عامود ما زال منتصباً هناك حتى الآن.
حينما كان مواطنوا سيينا يحتفلون بعيد المرفع في عام 1366، كانت كاثرين تصلي في غرفتها، فحدثت لها رؤيا وصفتها في رسائلها على أنها "الزواج السرّي" بيسوع المسيح. وفي هذه الرؤيا، ظهر لها المسيح بصحبة أمّه والقربان المقدّس. ثم تناول يد الفتاة التي رفعتها السيدة العذراء له، ووضع في إصبعها خاتماً مُكرّساً بذلك نفسها له وداعياً إياها بأن تكون شجاعة، فهي الآن تسلّحت بالإيمان الذي يقهر كلّ الإغراءات. بعد ذلك عادت للانخراط بالعالم وبدأت بخدمة يسوع بالمرض والفقر والجهل. وقد انجذب إليها الكثيرون لسحرها وهدوئها وحكمتها. فخدمت الفقراء والمرضى وصلّت لاهتداء الخطأة. وقضت وقتاً طويلاً بالصلاة. وبالرغم من اضطهاد رجال الدين المحليّين وغيرهم لها، إلا أنها بدأت بجمع التابعين لها. وفي صيف 1370 استقبلت سلسلة من ظهورات للأسرار السماوية الخاصة، حيث دخلت كاثرين في نشوة طويلة تُعدّ نوعاً من أنواع الموت السريّ رأت من خلالها الجحيم، المَطهَر، السماء، بالإضافة الى سماعها لطلب سماويّ يوجبها أن تترك حجرتها وتدخل الحياة العامة في هذا العالم.
بدأت كاثرين ببعث رسائل الى الرجال والنساء في مختلف المسائل والحالات الإجتماعيّة. إن رسائلها الجازمة والمدعّمة بالأدلّة الموجّهة الى المطارنة والبابوات بالإضافة الى مجتمعها والتي تدعو الى خدمة المرضى والفقراء جعلت منها نموذجاً للروحانية النشطة والأرضية. وبين عامي 1374 و1378 استدعيت كاثرين للتأثير في المسائل العامّة والخارجيّة. حيث أن جمهوريّة فلورنسا وبالاتفاق مع البابا غريغوري التاسع أرسلت كاثرين لزيارة بابا أفينيون، فرنسا لإحلال السلام بين فلورنسا والولايات البابويّة إلا أنها فشلت في تلك المهمّة لكنّها نجحت في حثّ البابا الذي كان يعيش في فرنسا كأسلافه على الرجوع الى مكان إقامته الصحيح وهو روما. وخلال تلك السنوات حقّقت تأثيراً كبيراً بمراسلتها للبابا غريغوري التاسع مراسلة تفصيليّة ودعوته الى إصلاح رجال الدين وإدارة الولايات البابويّة.
في بيزا من عام 1375 ظهرت آثار مسامير صلب المسيح على كاثرين، خمسة جروح عميقة في يديها، ورجليها وقلبها لكنّها صلّت أن تحتجب جروحها عن أعين الناس. وفي يونيو من عام 1376 ذهبت الى أفينيون كسفيرة فلورنسا لإحلال السلام مع الولايات البابويّة. لكنّها لم تنجح في ذلك. لقد أثّرت بالبابا كثيراً، وبذلك أعاد إدارته الى روما في يناير من عام 1377. وتمّت في ذلك العام أعمال إصلاح مقاطعات المدينة حول سيينا، وفي ذلك الوقت أيضاً تعلّمت كاثرين الكتابة بطريقة أعجوبية. إن أعمال كاثرين تثير الإعجاب وتصنّف من بين كلاسيكيّات القرن الرابع عشر بجماليّة أسلوبها التوسكانيّ في "الحوارات، والصلوات" أو بتشكيلة الرسائل المؤلفة من ما يقارب الأربعمئة رسالة ما زالت موجودة حتى الآن. وأثناء الانشقاق العظيم الذي حدث في 1378 كانت كاثرين تابعة للبابا أوربان السادس الذي دعاها الى روما حيث عاشت لحين وفاتها في 1380. وقد جُمعت الروايات عن حياتها من قبل تابعيها واستعملت في تحضير سيرتها بالتعاون مع كاهن الاعتراف فرا رايموندو دا كابوا (1398). وتعدّ رسائلها واحدة من الأعمال العظيمة في الأدب التوسكانيّ.
توفّيت كاثرين في التاسع والعشرين من أبريل من عام 1380 عن عمر يناهز الثالثة والثلاثين، بمرض موجع وغامض أُصيبت به دون ملاحظة أحد، ولم يشخّص بصورة صحيحة. وبعد خمسين سنة من وفاتها وُجد جسدها كما هو دون أي تلف. وطوّب البابا بيّوس الثاني كاثرين في 1461. ويتم الاحتفال بعيدها في التاسع والعشرين من أبريل. وفي عام 1866 أصبحت القديسة الراعية المساعدة لروما. ومنذ عام 1939 أصبحت القديسة الراعية لإيطاليا مع القديس فرانسيس قديس أسيسي. وتعدّ كاثرين قديسة سيينا واحدة من أعظم القديسين حيث أنّها المرأة الوحيدة (غير القديسة تيريزا قديسة أفيلا) التي أعلن أنها طبيبة الكنيسة في الرابع من أكتوبر من عام 1970 من قبل البابا بول السادس. إضافةً الى أنها حصلت على لقب الراعية المساعدة لأوروبا من قبل بول جون الثاني في عام 1999.
الراعية: ضدّ النار، الأمراض الجسديّة، أوروبا، إيطاليا، الحامية من النار، مكافحة النيران، الأمراض، الإجهاض، الممرّضات، الإغواء الجنسيّ، سيينا.
تتمثّل ب: الصليب، إكليل الشوك، القلب، الزنبق، الخاتم، وجروح المسيح.
تساعية إجلالاً للقديسة كاثرين، قديسة سيينا
أبي السماويّ ، إن مجدك ظاهرٌ في قدّيسيك.
إنّنا نسبّح مجدك في حياة القديسة كاثرين الرائعة، قديسة سيينا
عذراء وطبيبة الكنيسة
إنّ حياتها بكاملها كانت تضحية نبيلة مستوحاة من المحبة الجمّة التي تكنّّها للمسيح، حملك الطاهر
ففي الأوقات الصعبة دافعت بحماسة عن حقوق كنيسته المحبوبة.
أبي، مجّد حسناتها واصغي الى صلواتها من أجلنا،
ومن أجل عائلة الأبرشية بكاملها المكرّسين لها.
ساعدنا يا الله على المرور عبر الفساد الأخلاقي لهذا العالم دون أن نصاب بأذى،
وأن نبقى على إيماننا للكنيسة دون أي تردّد سواء بالقول أو الفعل أو القدوة.
ساعدنا لكي نجد في الحبر الأعظم مرساةً لنا من غضب الحياة وعواصفها،
ومنارةً لميناء حبّك، في هذه الليلة المظلمة من أوقاتك وأرواح الرجال.
هَب كلّ واحد منّا تضرّعه الخاص ......(توقف للصلاة على نواياك الخاصّة).
نطلب ذلك من خلال يسوع المسيح، ابنك، برباط مع الروح القدس.
آمين