الظهورات في كنييرز، جورجيا (الولايات المتحدة الأمريكيّة)
حدثت رؤى "مريم" و"المسيح" لأشخاص من الطائفة الروم كاثوليكيّة في جميع أنحاء العالم. وفي أحيان كثيرة صوحبت هذه الرؤى بتنبّؤات عن الأيام الأخيرة، تحثّ من خلالها الناس رجالاً ونساءً على محبّة والدة الله وتقديم أنفسهم إليها.
والرؤى في كنييرز، جورجيا في الولايات المتحدة الأمريكيّة، أخذت السياق ذاته الذي حدث في فاطيما، غارابندال، وميديغورييه وأماكن أخرى. حيث أنّهم تمّوا في فترات منتظمة، وظهرت معهم علامات خارقة للطبيعة كتلك التي حدثت للشمس.
في فبراير من عام 1987، تملّك اليأس نانسي فولِر وهي ربّة منزل في منتصف العمر من جورجيا. لكن فجأةً ظهر لها يسوع وتغيّرت حياتها إثر ذلك. وقد حملت الفترة الممتدة من 13 أكتوبر 1990 حتى 13 مايو 1994 ظهورات للسيّدة العذراء المقدسة مريم على نانسي في بيت المزرعة الواقع في كنييرز، جورجيا لإطلاعها على رسائل يخصّ بعضها الولايات المتحدة.
دوّن صديق نانسي، ويُدعى جورج وهو أحد المساعدين في كنييرز الرسائل التي استقبلتها. لم يستطع جورج رؤية مريم. كما أنّ هنالك شخصين أحدهما امرأة والآخر راهب لم يتمّ الكشف عن اسميهما للعامّة، لم يسمعا أو يريا الظهورات بكاملها لكن في بعض الأحيان كانا يريان أنواراً غامضة ويؤكّدان جزئياً ما تراه نانسي.
نَصِف هنا ثلاث رسائل مهمة تمّ توجيهها أثناء الظهورات:
9 مايو 1991:
طلبت أمُّنا المُحبّة (مريم العذراء) التالي: "رجاءً، صوّروا هذا التمثال وضعوا العنوان التالي على الصورة: أمُّنا المُحبّة، ووزّعوا هذه البطاقة مجاناً على أطفالي". (كانت تشير مريم العذراء الى تصوير تمثالها في غرفة صلاة نانسي واستعمال الصورة كبطاقة دينيّة معنونة ب"أمُّنا المُحبّة". فقالت نانسي: "أعتقد أنّها تريد ذكر صلاة فاطيما على الجهة الخلفيّة من البطاقة وأن تُردَّد هذه الصلاة في جميع أنحاء العالم ". ثم أردفت العذراء قائلةً: "صوّروا هذا التمثال لكن لا تُزيلوه ووزّعوا البطاقة التي سأُطلق عليها اسم أمُنا المُحبّة في شتى بقاع الأرض، وعلى الجهة الخلفيّة منها اذكروا البلد: كنييرز، جورجيا. وكلّ من سيطّلع وينظر الى هذه البطاقة ويوقّر صورتي سيحصل على نِعم إلهيّة خاصّة. ستُمنح العديد من الشفاءات لمن يبجّلون هذه الصورة، وستوزّع بشكل واسع، في كل مكان ك"أمّنا المُحبّة" حيث ستحصل شفاءات عديدة.
10 مايو 1991:
قالت أمُّنا المُحبّة: "هذه الصورة ستجلب نعماً إلهيّة كثيرة". ثم قال جورج: "هل بإمكاني أن أطرح سؤالاً؛ هلاّ أخبرتِنا أكثر عن هذه الصورة". فأجابته أمّنا المحبّة (العذراء) عن طريق نانسي: "نعم جورج سأكون سعيدةً بذلك. دعني أخبرك بأنّ نعماً إلهية أكثر ستأتي من خلال هذه الصورة لأنها مشيئة الرب أن أُبجّل وأُقبل كأمّ مُحبّة، فقد قُبلت وبُجّلت في السماء كوالدة الإله المُحبّة. وكانت الأخت كاثرين الأداة التي اختارها الرب لجلب ميداليّة الحبل بدون دنس. وأنت يا نانسي الأداة التي اختارها الرب لمنح العالم صورتي مع عنوان: (أمُنا المُحبّة). أطلب منك عدم التأخّر في إنجاز ذلك. فالعديد من النعم الإلهية بانتظار الجنس البشريّ من خلال هذه الصورة". ثم قالت نانسي: "ظهر تاج رائع فوق رأسها". وبعدها قالت مريم: "لتُطبع البطاقة بهذا الشكل مع العنوان التالي (أمّنا المُحبّة) وعلى الجهة الخلفيّة من البطاقة تُذكر صلاة الملائكة لفاطيما، (أيها الثالوث الأكثر قداسة). وفي نهاية هذه الصلاة تكتبي هذه الكلمات، (دعوا هذه الصلاة تُردّد في جميع أنحاء العالم)".
11 مايو 1991:
ظهرت أمُنا المُحبّة واختبرت نانسي الظهور برش مياه مصلاّة. فقالت أمُنا المُحبّة: "أوه، ما هذا الحمّام المنعش من المياه". فأجابت نانسي: "أمي، إنّه لمن العظيم أن أراكي". "هل تعلمين ما هو الأعظم، إنه إذعانُك للاختبار. أنا والدتك المُحبّة. أنا مريم العذراء المقدّسة وأنت تعلمين أنّ الطبيعة مذعنة للرب. وحينما تذعنين سيمنحك الله هبات كثيرة. كما أنّها مشيئة الرب أن تُنشر هذه الصورة في جميع أنحاء العالم. يجب أن يكون لكلّ فرد على الأقل واحدة من هذه البطاقات التي تحمل هذه الصورة. ومشيئة الرب أيضاً أن أُبجّل كوالدتك المُحبّة. أنا مبجّلة في السماء لكن ليس على الأرض. مشيئة الرب أن يحكم قلبي النقي ومشيئته أيضاً أن أُبجّل كوالدتك المُحبّة".
في الظهور الذي تمّ في 13 مايو 1994، قالت القديسة مريم: "إن الهدف من مجيئي هو جلبُكِ لابني". فمنذ مايو 1994 ويسوع المسيح يعطي رسائل تعليميّة في موقع ظهوره في الثالث عشر من كلّ شهر. باستثناء الثالث عشر من أكتوبر حينما قالت الوالدة المقدّسة بأنها ستمنح فيه رسالةً كلّ سنة. وقد استمرّت نانسي باستقبال رؤاً خاصّة بانتظام يومياً.
يتوافد العديد من الناس الى المزرعة في الثالث عشر من كل شهر. ففي نوفمبر عام 1993، قُدّر عدد الأشخاص الذين حضروا ب100.000 شخص. وتمّ إثبات أنّ نانسي تكون في حالة خارقة للطبيعة حين حدوث هذه الظهورات، من خلال اختبارات علميّة أُجريت لها. إنّ النعم الإلهية في كنييرز موجّهة لكل الناس وليس للكاثوليكيّين فقط. فقد تمّت شفاءات واهتداءات عديدة من قبل مسيحيّين بروتستانت رجعوا ليوجّهوا الشكر ليسوع ووالدته المقدّسة. وقد شاهد الناس علامات عدّة في مزرعة نانسي في كنييرز. وإحدى هذه العلامات لا يمكن شرحها كعبير الأزهار السماويّة، وتحوّل لون المسابح الى الذهبيّ، بالإضافة الى مشاهدة العديد من الناس "معجزة الشمس"، وتماثيل العذراء مريم المقدّسة التي تذرف دموعاً، وهالات من الضوء تظهر حول التماثيل والصلبان، والميداليات المطوّقة لأعناق الناس التي تحوّلت الى ذهب.
توقّفت ظهورات مريم العذراء المقدّسة في الثالث عشر من أكتوبر عام 1998. لكن نانسي ما زالت تختبر ظهورات المسيح، ورؤاه ورسائله التي ذكرت في موقعها الرسمي على الانترنت.
وبالرغم من ذلك كلّه، إلا أنّ الكنيسة الرسميّة الواقعة في كنييرز بقيت متحفّظة. ولم تقم بتوثيق هذه الظهورات وطلبت من الرهبان عدم إرشاد الحجّاج الى كنييرز أو عمل قدّاس هناك. وقد وافقت نانسي الكاثوليكيّة الوفيّة على اتّباع قرار الكنيسة ومع ذلك، أصرّت على أنّ المعجزات والرؤى ما زالت مستمرّة. هل من معجزات تحدث في كنييرز أم أنّ هناك مجرّد أناس يائسين يتوقون الى إشارة أمل؟ لا أحد يستطيع الجزم. الشيء الوحيد المؤكّد أن الناس الذين يؤمنون بما يحدث في كنييرز يقولون أنّ حياتهم قد تغيّرت وأصبحت أكثر سعادة لكن لا يمكن الحسم من خلال ذلك فقط.
تملك أبرشيّة أتلانتا على الأقل سبعة صناديق تحوي ملفّات عن تجارب الحجّاج من شفاءات واهتداءات ومباركات. وقد أقرّ عدد من الناس بحدوث ظهورات لهم في ذلك الموقع. إن الشخص الأول الذي اختبر الرؤى في كنييرز كان نانسي فولِر، ذات المذهب الروم كاثوليكيّ التابعة لأبرشية أتلانتا.
في 1991، أسّس مطران أبرشيّة أتلانتا جيمس ليك، سياسة أبرشيّة المذهب الروماني عن الظهورات. وقد كانت سياسة محايدة بقيت لحدّ اليوم مفادها:
"دعهم وشأنهم، فإن كانت هذه المخطّطات والأعمال من صنع الإنسان فهي زائلة، لكن إن أتت من عند الله فلا يمكنك إلغاؤها".
قام جون دونوغ المطران الحالي لأتلانتا، بتعديل تلك السياسة المحايدة بالاعتماد على كتاب العهد الجديد39- 5:38. وقد ذكر المطران في عام 1994 عدّة تقارير مفرحة عن ما يحدث في موقع الظهور: "الناس يصلّون. وقد رجع الى الكنيسة الأشخاص الذين لم يطأوها لفترة طويلة. إن إيمانهم جُدّد. كما أن العديد من الاهتداءات قد تمّت وما زالت تحدث".
وبما أنّ السيدة فولِر عضوة في كنيسة كاثوليكية للروم، يأخذ مطران أتلانتا المسؤوليّة الأولى والرئيسيّة للتحري وتوثيق ظهورات نانسي. وفي أبريل 2001، صرّح المطران بأنّ ليس لديه أي خطط عن بدء تحقيق في ذلك.